{قُلْنَا يَا نَارُ كُونِى بَرْداً وسلاما} أي ذات برد وسلام فبولغ في ذلك كأن ذاتها برد وسلام {على إبراهيم} أراد ابردي فيسلم منك إبراهيم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: لو لم يقل ذلك لأهلكته ببردها. والمعنى أن الله تعالى نزع عنها طبعها الذي طبعها عليه من الحر والإحراق وأبقاها على الإضاءة والإشراق كما كانت وهو على كل شيء قدير {وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً} إحراقاً {فجعلناهم الأخسرين} فأرسل على نمروذ وقومه البعوض فأكلت لحومهم وشربت دماءهم ودخلت بعوضة في دماغ نمروذ فأهلكته {ونجيناه} أي إبراهيم {وَلُوطاً} ابن أخيه هاران من العراق {إِلَى الأرض التى بَارَكْنَا فِيهَا للعالمين} أي أرض الشام وبركتها أن أكثر الأنبياء منها فانتشرت في العالمين آثارهم الدينية وهي أرض خصب يطيب فيها عيش الغني والفقير. وقيل: ما من ماء عذب في الأرض إلا وينبع أصله من صخرة بيت المقدس. روي أنه نزل بفلسطين ولوط بالمؤتفكة وبينهما مسيرة يوم وليلة. وقال عليه السلام: «إنها ستكون هجرة بعد هجرة فخيار الناس إلى مهاجر إبراهيم» {وَوَهَبْنَا لَهُ إسحاق وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} قيل: هو مصدر كالعافية من غير لفظ الفعل السابق أي وهبنا له هبة: وقيل: هي ولد الولد وقد سأل ولداً فأعطيه وأعطي يعقوب نافلة أي زيادة فضلاً من غير سؤال وهي حال من {يعقوب} {وَكُلاًّ} أي إبراهيم وإسحق ويعقوب وهو المفعول الأول لقوله {جَعَلْنَا} والثاني {صالحين} في الدين والنبوة.